فصل: وفاة السلطان مسعود وملك ملك شاه ابن أخيه محمود.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.وزارة المقتفي.

وفي سنة أربع وأربعين استوزر المقتفي يحيى بن هبيرة وكان صاحب ديوان الزمام وظهرت منه كفاية في حصار بغداد فاستوزره المقتفي.

.وفاة السلطان مسعود وملك ملك شاه ابن أخيه محمود.

ثم توفي السلطان مسعود أول رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة لإحدى وعشرين سنة من بيعته وعشرين من عوده بعد منازعة إخوته وكان خاص بك بن سلمكري متغلبا على دولته فبايع لملك شاه ابن أخيه السلطان محمود وخطب له بالسلطنة في همذان وكان هذا السلطان مسعود آخر ملوك السلجوقية عن بغداد وبعث السلطان ملك شاه الأمير شكاركرد في عسكر إلى الحلة فدخلها وسار إليه مسعود جلال الشحنة وأظهر له الاتفاق ثم قبض عليه وغرقه واستبد بالحلة وأظهر المقتفي إليه العساكر مع الوزير عون الدولة والدين بن هبيرة فعبر الشحنة إليهم الفرات وقاتلهم فانهزموا وثار أهل الحلة بدعوة المقتفي ومنعوا الشحنة من الدخول فعاد إلى تكريت ودخل ابن هبيرة الحلة وبعث العساكر إلى الكوفة وواسط فملكوها وجاءت عساكر السلطان إلى واسط فغلبوا عليها عسكر المقتفي فتجهز بنفسه وانتزعها من أيديهم وسار منها إلى الحلة ثم عاد إلى بغداد في عشر ذي القعدة ثم إن خاص بك المتغلب على السلطان ملك شاه استوحش وتنكر وأراد الاستبداد فبعث عن الملك محمد ابن السلطان محمد بخوزستان سنة ثمان وأربعين فبايعه أول صفر وأهدى إليه وهو مضمر الفتك فسبقه السلطان محمد لذلك وقتله ثاني يوم البيعة إيد غدي التركماني المعروف بشملة من أصحاب خاص بك ونهاه عن الدخوله إلى السلطان محمد فلم يقبل فلما قتل خاص بك نهب شملة عسكره ولحق بخوزستان وكان خاص بك صبيا من التركمان اتصل بالسلطان مسعود واستخلصه وقدمه على سائر الأمراء.

.حروب المقتفي مع أهل الخلاف وحصار البلاد.

ثم بعث المقتفي عساكره لحصار تكريت مع ابن الوزير عون الدين والأمير ترشك من خواصه وغيرهما ووقع بينه وبين ابن الوزير منافرة خشي لها ترشك على نفسه فصالح الشحنة صاحب تكريت وقبض على ابن الوزير والأمراء وحبسهم صاحب تكريت وغرق كثير منهم وسار ترشك والشحنة إلى طريق خراسان فعاثوا فيها وخرج المقتفي في اتباعهم فهربا بين يديه ووصل تكريت وحاصرها أياما ثم رجع إلى بغداد وبعث سنة تسع وأربعين بتكريت في ابن الوزير وغيره من المأسورين فقبض على الرسول فبعث إليهم عسكرا فامتنعوا عليه فسار المقتفي بنفسه في صفر من سنته وملك تكريت وامتنعت عليه القلعة فحاصرها ورجع في ربيع ثم بعث الوزير عون الدين في العساكر لحصارها واستكثر من الآلات وضيق عليها ثم بلغه الخبر بأن شحنة مسعود وترشك وصلا في العساكر ومعهم الأمير البقش كون وأنهما استحثا الملك محمدا لقصد العراق فلم يتهيأ له فبعث هذا العسكر معهم وانضاف إليهم خلق كثير من التركمان فسار المقتفي للقائهم وبعث الشحنة مسعود عن أرسلان ابن السلطان طغرل بن محمد وكان محبوسا بتكريت فأحضره عنده ليقاتل به المقتفي والتقوا عند عقر بابل فتنازلوا ثمانية عشر يوما ثم تناجزوا آخر رجب فانهزمت ميمنة المقتفي إلى بغداد ونهبت خزائنه وثبت هو واشتد القتال وانهزمت عساكر العجم وظفر المقتفي بهم وغنم أموال التركمان وسبى نساءهم وأولادهم ولحق البقش كون ببلد المحلو وقلعة المهاكين وأرسلان بن طغرل ورجع المقتفي إلى بغداد أول شعبان وقصد مسعود الشحنة وترشك بلد واسط للعيث فيها فبعث المقتفي الوزير ابن هبيرة في العساكر فهزمهم ثم عاد فلقيه المقتفي سلطان العراق وأرسلان بن طغرل وبعث إليه السلطان محمد في إحضاره عنده ومات البقش في رمضان من سنته وبقى أرسلان مع ابن البقش وحسن الخازندار فحملاه إلى الجبل ثم سارا به إلى الركن زوج أمه وهو أبو البهلوان وأرسلان وطغرل الذي قتله خوارزم شاه وكان آخر السلجوقية ثلاثتهم إخوة لأم ثم سار المقتفي سنة خمسين إلى دقوقا فحاصرها أياما ثم رجع عنها لأنه بلغه أن عسكر الموصل تجهز لمدافعته عنها فرحل.